استهلت الجمعية الجغرافية الليبية نشاطها العلمي بعد انبلاج ثورة فبراير المباركة بعقد مؤتمرها الجغرافي الثالث عشر، والفضل يرجع – من بعد الله سبحانه – إلى جامعة المرقب بمدينة الخمس التي استضافت هذا المؤتمر وأشرفت عليه.
تم الاتفاق على اختيار موضوع “التنمية في ليبيا: نظرة مستقبلية” لأن بلادنا مقبلة على إعادة النظر في خططها السابقة ووضع تنمية شاملة مرتكزة على أسس علمية سليمة، فالهدف الوطني اليوم هو رسم وتنفيذ خطط تنموية في جميع المجالات بعيداً عن الضغوط والمآرب والأطماع الشخصية. أسهم في هذا العمل أكثر من 25 باحثاً من أعضاء الجمعية وضيوفها، قدم كل واحد منهم ورقة بحثية في أحد محاور موضوع المؤتمر الثلاثة وهي:
- تنمية الموارد الطبيعية في ليبيا.
- تنمية الموارد البشرية في ليبيا.
- الإتجاهات المستقبلية للتنمية في ليبيا.
كتب كل واحد من هؤلاء الباحثين ورقته في جو متفتح حرِّ دون توجيه أو تسلط أو محاباة، هذا هو جو الحرية التي نتنسم عبيرها في بلادنا اليوم بعيداً عن جو الإكراه والإجبار للانصياع للفكر الواحد والإتجاه الواحد الذي يؤدي إلى جمود التفكير وتقييد الإبتكار وقتل الإبداع.
لا ندعي أننا وفرنا الحلول لكل معضلات التنمية في بلادنا، فهذا هدف بعيد المنال لا يمكن الوصول إليه بمجرد عقد مؤتمر علمي في مجال من المجالات، لأن تحقيق مثل هذا الهدف يتطلب مساهمة الجميع وتعاون الجميع في عمل إيجابي وطني موحد، وما مؤتمرنا الجغرافي هذا إلا خطوة صغيرة على الطريق الصحيح، نرجو أن تتلوها خطوات.
نتوجه بالشكر الجزيل لكل من أسهم في هذا العمل وخاصة جامعة المرقب والعاملين بها، والله من وراء القصد.
أ.د. منصور محمد الكيخيا
رئيس الجمعية الجغرافية الليبية